مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

المدخل النفسي الديناميكي في القيادة

نظريات القيادة (5)

يتميز هذا المدخل بتعمقه في دراسة شخصية الإنسان ومراعاته لتعقيدها، ومكوناتها الداخلية وطاقاتها الكامنة، ودراسة الحاجات عند الإنسان والدوافع والقيم التي تحكم حياة المجتمعات، ويستفيد من سلسلة كبيرة من دراسات علماء النفس بمدارسهم المختلفة.
ومشكلة هذا المدخل التباين الكبير بين مدارس علم النفس وارتباط نتائج الدراسات بالمعتقدات الدينية عند كل مدرسة، كما أنَّ أغلب الدراسات والتي تعود في جذورها إلى سيجموند فرويد، وكارل جانج بُنِيت على تحليل شخصية الرجل الأبيض الأنجلو ساكسوني النصراني أو اليهودي.

ويركز هذا المدخل – بشكل عام- على فهم القائد للتركيبة النفسية له ولأتباعه فهماً عميقا، وفهمه للاستجابات العاطفية للمؤثرات المختلفة، ويفترض أن خصائص الشخصية لدى الأفراد متأصلة وراسخة ويستحيل تغييرها بشكل جوهري (هاوس١٤٢٧هـ)

والذي يراه الباحث أن شخصية الإنسان تتكون من خلال ثلاث محددات:
١) الطباع:
ما طبع الله كل إنسان عليه من سمات وأخلاق، فالرجل أكفأ من المرأة في المناصب القيادية العليا، وثمة أناس يولدون قادة، كما أن بعض الأخلاق يتصف بها المرء أحيانا جِبِلَّة كما في قصة أشج عبد القيس.
٢) استجابة خارجية:
تعني استجابة الإنسان للمؤثرات الخارجية، كالبيئة والأهل والأصدقاء والمدرسة والإعلام، وهي نوعان: استجابة واعية، واستجابة غير واعية، وقد بسط الباحث الحديث عن هذا الموضوع في سلسلة مقالات بعنوان (كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية؟).

نموذج(1): الاستجابة الواعية للمؤثرات الخارجية قبولاً أو رفضاً - إبراهيم الخميس
نموذج (2): التبادل غير المقصود بين الظاهر والباطن في حالة اللاوعي - إبراهيم الخميس

٣) استجابة داخلية:
تعني استجابة الإنسان لحاجاته الداخلية، ويُعرِّف الباحث الحاجة بأنها: "تعبير عن مطلب من مطالب النفس الفطرية الداخلية، تتكون من منظومة مترابطة من الدوافع التي يؤثر إشباعها في تحديد اتجاهات الفرد السلوكية" والدافع: "قوة داخلية فطرية تؤثر في المشاعر والسلوك تعبِّر عن احتياج الإنسان إلى شيء ما".
وهذه الحاجات تنقسم إلى ثلاثة أقسام (روحية، ومادية، واجتماعية) تؤثر في علاقة الإنسان (مع الخالق، ومع ذاته، ومع الخلق) :
أولاً: حاجات روحية: وهي ثلاث مراتب:
  1. التوحيد: الحاجة إلى اعتقاد وجود خالق واحد مدبر لهذا الكون هو المستحق للعبادة.
  2. التعبد: الحاجة إلى التذلل والخضوع والطاعة للمعبود، ويدخل فيها التنسك وأداء الشعائر التعبدية.
  3. السمو: الحاجة إلى الترفع عن شهوات الأرض والالتفات إلى السماء (الورع، الزهد..)
ثانياً: حاجات مادية”فسيولوجية”: وهي ثلاث مراتب:
  1. الحياة: التعلق بالحياة ومسبباتها (التنفس، الأكل، الصحة..).
  2. الراحة: النزعة إلى تحقيق الراحة
  3. الاستمتاع: الحاجة إلى التمتع بملذات الدنيا (النساء، البنين، الأموال، الممتلكات، الأطعمة..).
ثالثاً: حاجات اجتماعية”بيئية”: وهي ثلاث مراتب:
  1. الانتماء: الحاجة إلى وجود جماعة ينتمي إليها الفرد.
  2. التكيف: الحاجة إلى الانسجام مع جماعته ووجود نظام اجتماعي يضبط حركة المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد(الحقوق والواجبات).
  3. النجاح: الحاجة إلى تحقيق النجاح على مستوى المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد.

وبناء على ما سبق فإن شخصية القائد تتكون ضمن خليط مركب ينتج عن تفاعل هذه العناصر الثلاث (الطباع، الاستجابة الداخلية، الاستجابة الخارجية)، وكلما طال بالإنسان العمر ازداد اندماج هذا الخليط وصار من الصعب إجراء تعديلات جوهرية على شخصيته.

الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي